أسبوع في هارفرد

صورة تذكارية تجمع ممثلي الجامعة الأمريكية في دبي مع ممثلي جامعة هارفارد، على سطح إحدى مباني هارفارد، بوسطن. (26-01-2020) إلتقطت من قبل أليكس، طالبة في هارفارد.

بين حارات حي كامبردج في بوسطن، تتربع إحدى أقدم وأعرق جامعات العالم، جامعة هارفارد. الجامعة التي خلدت جدرانها ذكريات التاريخ الأمريكي، فقد تأسست الجامعة عام 1636 بقرار من المجلس التشريعي البريطاني لمستعمرة ماساشوستس، ومن ثم استلم إدارتها رجل الدين البروتستانتي، جون هارفارد بعد أن قام بالتبرع بنصف ثروته للجامعة.

هذه الجامعة التي تربعت المراتب الأولى من بين جامعات العالم، بدأت منذ 17 سنة بإقامة برنامجٍ يدعى “كلية هارفرد في آسيا”. الذي يهدف إلى تبادل الخبرات والثقافات بين طلاب جامعة هارفارد وطلاب تسع جامعات من مختلف المناطق في آسيا.

ومن بين الجامعات في آسيا، عقدت جامعة هارفارد منذ تسع سنوات شراكة مع الجامعة الأمريكية في دبي، لتكون بذلك الجامعة الوحيدة التي تمثل الشرق الأوسط في برنامج كلية هارفارد في آسيا (HCAP). وتقوم الجامعة الأمريكية في دبي باختيار ثمانية طلاب ليمثلوها في جامعة هارفارد.

ممثلي الجامعة الأمريكية في دبي يقفون أمام نصب “جون هارفرد” في ساحة هارفارد، بوسطن. (19-01-2020) إلتقطت من قبل أحد المارة.

ويعقد البرنامج الثقافي الأكاديمي في أواخر كانون الثاني (يناير) وبداية شباط (فبراير) من كل عام. وكما شرحت لنا عميدة إدارة الشؤون الدولية في جامعة هارفارد، مارجوت جيل {Margot Gill} في أول محاضرة أن “جامعة هارفرد تعمل على توسيع نطاقها من خلال البرامج الثقافية والأكاديمية التي تتركزعلى تبادل الطلاب، وهي وسيلة لانفتاح طلابنا على ثقافات الشعوب الأخرى”، وتضيف قائلةً إن “برنامج كلية هارفارد في آسيا يعد تجربة ثقافية وتعليمية، حيث يحضّر طلاب هارفارد برنامجاً مليئاً بالفعاليات والمحاضرات وورش العمل التي تقوي العلاقة فيما بينهم”.

مارجوت جيل، عميدة إدارة الشؤون الدولية في جامعة هارفارد، بوسطن. (20-01-2020) إلتقطتها بكاميرتي الخاصة

وقد تضمن البرنامج فعاليات ثقافية، حيث قام الطلاب بزيارة مكتبة هارفارد، والتي تعد أكبرمكتبة أكاديمية في العالم، حيث تضم حوالي 17 مليون مجلد بالمجمل موزعين في مكاتب عدة تابعة لها، و3.5 مليون مجلد معروض للطلاب في مكتبة الجامعة نفسها.  وقاموا بزيارة متحف هارفارد للفن، الذي يضم 250 ألف قطعة فنية أثرية تعود إلى مختلف الأزمنة والعصور.

وإلى جانب الفعاليات الترفيهية، كان على الطلبة التوجه لحضور المحاضرات التي قدمها أصحاب الخبرة في مجال التكنولوجيا والإعلام، بما أن موضوع هذا العام بعنوان “كسر الحواجز: التكنولوجيا والإعلام”، كمبرمجة الآلات آبي فيشتنر{Abby Fichtner}، وسيدة الأعمال ومؤسسة “ZipCar” روبن تشيس {Robin Chase}، التي تحدثت عن مدى تأثير التكنولوجيا في تطوير عملها.

مخزن الكتب في مكتبة جامعة هارفارد، بوسطن. (25-01-2020) إلتقطتها بكاميرتي الخاصة

وقد شددت في حديثها على أهمية المحافظة على البيئة من خلال خفض استهلاك السيارات وتطور التكنولوجيا، وهذا ما تعمل عليه شركة “ZipCar”،  فتشيس لم تكن تستخدم سياراتها 24 ساعة بالأسبوع. ومن هنا أتتها الفكرة قائلةً إن “أغلب الناس لا يستخدمون سياراتهم طوال الوقت، فلماذا لا نخفف عدد السيارات في الشوارع وبذلك نكون قد خفضنا نسبة غاز ثاني أوكسيد الكربون في الهواء”.

فبدأت تشيس مشروعها منذ 19 عاماً، حين عرضت سيارتها الخاصة (فولكس فاجن بيتل-خضراء اللون) للاستئجار أمام بيتها، حيث يدفع المستأجر “فقط لما يحتاجه”، فيذهب المستأجر ويحجز السيارة لساعة أو يوم حسب حاجته.

لكن اليوم وبفضل التكنولوجيا، طورت تشيس مشروعها لتضم  12,000سيارة منتشرين في عدة ولايات بأميركا وعدة مدن خارج أميركا، كتركيا وكندا والمملكة المتحدة. وأصبح من السهل على المستأجر استئجار السيارة، حيث قالت تشيس إننا “قمنا بتطوير تطبيقنا على الهواتف الذكية، ليتمكن المستأجر باستئجار السيارة في غضون أقل من 30 ثانية.”

وتضيف أن “السيارات تم تزويدها بأحدث التقنيات التي تأمن للسائق رحلة أمنة ومريحة وصديقة للبيئة”. فمن خلال محاضرتها شجعت الطلاب على فكرة مشاركة السيارة لتأمين حياة مستدامة للأجيال القادمة.

روبن تشيس أثناء إلقائها محاضرة في جامعة هارفارد، بوسطن. (22-01-2020) إلتقطتها بكمرتي الخاصة

هذا الأسبوع الذي يقضيه الطلبة من مختلف الجنسيات في جامعة هارفارد، زادهم معرفة بمجال التكنولوجيا والإعلام ومدى تأثيرهم في حياتهم ومستقبلهم. وبحسب ما تناقلته الطلبة المشاركين فقد كان أسبوعاً مفعماً وغنياً بالقصص والذكريات التي لن ينسوها وسيظلوا يتذكروها ويذكروها لغيريهم. وتقول إحدى الممثلات للجامعة الأمريكية في دبي، الطالبة رزان محمد، إنها “تشجع طلبة الجامعة الأمريكية في دبي على أن يقدموا للبرنامج، وينتهزوا الفرصة ليكونوا من الثمانية طلاب المختارين للسفر وتجربة الحياة الجامعية في أفضل جامعات العالم مع طلبة من مختلف دول العالم وآسيا بالتحديد”.

تحرير: حلا حاج طالب

Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM