أحلام مستغانمي في “الشارقة”: ” أنا مريضة في عروبتي”

أنا مريضة بعروبتي، بهذه العبارة لخصت الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي شعورها القومي العربي، وجاء هذا التعبير كإقرار علني للطابع الذي سيتخذه العمل الأدبي الذي تستعد لأصداره، وذلك في جلسة نقاشية عقدت ضمن الفعاليات الثقافية التي ينظمها معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين، في قاعة ملتقى الفكر، مساء الأربعاء.
أخذت الجلسة طابعاً نقاشياً حيث صارحت مستغانمي الحضور بعدد من النقاط المتعلقة بآخر أعمالها الأدبية وما تسعى لتقديمه لهم، مصرحة أن: “العمل الذي يشغلني حالياً، عمل عن تاريخ الجزائر وتحديداً الفترة ما بعد الاستقلال كما أنني سأتطرق للحديث عن والدي من خلال العمل بشكل واضح”. حيث اختارت مستغانمي والدها شخصية العمل التاريخ الذي تستعد لإصداره كنموذج تؤرخ من خلاله مرحلة الستينات والسبعينات جزائرياً وعربياً .تطرقت مسغاتمني خلال الجلسة أن ماحثها على الكتاتبة عن تاريخ الجزائر هي ذكريات طفولتها التي لاتفارقها خصوصاً وأنها تربت في نفس المنطقة التي تصخب بالمظاهرات الجزائرية اليوم –بجانب قصر والحكومة والبريد المركزي- في العاصمة .
كشفت مستغانمي أنها تهدف من روايتها القادمة إلى تجسيد تاريخ الجزائر وتاريخ الأمة العربية والتي بحد وصفها ” سأظل أؤمن بها وأدافع عنها، لأن تاريخنا العربي متداخل ولا يمكن أن تجزأ هذا التاريخ. لأنه مثلاً عندما تتحدث الجزائرفي مرحلة الستينات يعني الحديث عن جمال عبد الناصر . كما أن تغطية تاريخ الجزائر يجب أن يشمل الجاليات العربي التي قدمت إلى الجزائر مطلع الستينات ، فلقد تتلمذت أنا على أيدي أساتذة عراقيين في المرحلة الجامعية وهذه التفاصيل ستكون حاضرة في روايتي”.
في سياق الجلسة النقاشية، أطلعت مستغانمي جمهورها على أنّ العمل التاريخي الجزائري الذي توشك على الانتهاء منه قريباً، جاء ليدرس الحقبة الزمنية الماضية؛ ليكمن هذا الجيل من معرقة لماذا وصلت بنا الأمور إلى مانحن عليه اليوم. كما أخبرت أن تونس سيكون لها نصيب من الرواية خصوصا أن الكاتبة من مواليد تونس وأن والدها كان مناضلاً في حزب بروقيبة التونسي ( الحزب الدستوري الحر ) مما يجعل تونس ممر حتمي في طفولتها ستطرق إليه خلال أحداث الرواية.
واصلت مستغانمي حديثها عن روايتها التاريخية المقبلة قائلة: “من هم في جيلي يشعرون في وجعي كيف عشنا كل تلك الحماسة والاشتعال في الستينات، فأنا مثلاً أذكر أول مظاهرة شاركت فيها وبكيت فيها كانت في هزيمة حرب ال67 بالرغم أني كنت صغيرة ولا أعي شيء فعلياً، ثم شاركت في مظاهرة حرب أكتوبر، هذه الأحداث التي عايشتها شكلت قوميتي العربية الرصينة (فأنا مريضة بعروبتي)”.
في سياق آخر، أوضحت مستغانمي أن “شهياً كفراق”، الرواية الأدبية التي أصدرتها العام الماضي وحصلت من خلالها على جائزة نجيب محفوظ للرواية، ستكون لها تتمة بالقريب العاجل. حيث أفادت بأنها حينما بدأت بكتابة شهياً كفراق وجدتها طويلة للغاية، لذا قررت أن تصدر شهياً كفراق كمقدمة تعريفية عن الفراق، ومن ثم تأتي بعمل مكمل لاحق يشمل الفراق بشكل أجمل.
وتأتي هذه الجلسة في سياق فعاليات الدورة الـ 38 من معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي انطلق، الأربعاء الماضي، تحت شعار “افتح كتاباً.. تفتح أذهاناً”، تزامناً مع تتويج الشارقة “العاصمة العالمية للكتاب” حيث يتميز المعرض في دورته الحالية حضور روائيين يحملون “نوبل” للأدب، ومخرجين سينمائيين عالميين حصدوا جائزة الأوسكار
ويستمر المعرض حتى 9 من نوفمبر الجاري، في مركز إكسبو الشارقة، كما تم اختيار جمهورية المكسيك كضيف شرف.