فيروس كورونا: آرت دبي مستمر رقمياً، بالرغم من انتشار الفيروس

Credits: www.artdubai.ae
رغم أنّ فيروس كورونا المستجد حول العالم، والذي تسبب بعرقلة العديد من العروض الفنية والمهرجانات والحفلات الموسيقية حول العالم، استطاع آرت دبي أن ينطلق رقمياً من جديد هذا العام ليعكس هوية دبي الفريدة، التي تتناغم فيها الثقافات المتنوّعة. وهذا ما أكدته مديرة الاتصالات والعلاقات العامة في آرت دبي، لينا قسيسة، قائلة إنّ “آرت دبي سيستمر رقمياً، بالرغم من انتشار فيروس كورونا المستجد والذي تسبب في عرقلة العروض الفنية في البلاد. فإذا كان الناس مهتمين بالشراء يمكنهم مشاهدة الفن عبر الإنترنت”.
وتحدثت لينا قسيسية في تصريح خاص عبر مكالمة هاتفية، عن إطلاق النسخة 14 والرقمية من مهرجان “آرت دبي” بتاريخ 23 آذار (مارس)، إذ يضم المعرض أكثر من 500 عمل، ومقاطع فيديو لفنانين من مختلف أنحاء العالم. بالإضافة، إلى أعمال فنية تناقش الوباء العالمي وآثاره، حيث يتم عرضهم من خلال الموقع الرسمي لآرت دبي.
وأضافت قسيسية، “نحن في آرت دبي، لدينا جزءان مختلفان من العروض الفنية، الجانب التجاري والجانب غير التجاري، حيث يوجد معرض للفن، وعروض وموسيقية أردنا من خلالها إثارة اهتمام الناس لحضورهم رقمياً”.
كما يتضمن آرت دبي هذا العام برامج مختلفة، منها منتدى الفن العالمي، والذي يشارك فيه مختلف الشخصيات من جنسيات متعددة لمناقشة مواضيع مختلفة. ويتعلق الموضوع هذا العام برواية القصص والتكنولوجيا. وتابعت قسيسية: “نستخدم بشكل أساسي قصص الإنستجرام لنخبر الناس ما نقوم به ومن نحن، فاستخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا، غيرت طريقتنا في سرد القصص. وهذا ما نفعله هذا العام، لآننا بدلاً من أن نقوم بدعوة الأشخاص للاستماع إلى هؤلاء الأشخاص والتقنيات المختلفة، سنقوم بعمل لوحة رقمية على الإنترنت يمكن للأشخاص من خلالها مشاهدة ما يحدث على أرض الواقع”.
ويشتمل موقع آرت دبي على كتالوج يعرض جميع الأعمال الفنية التي سيتم عرضها في المعرض. فإذا كان الناس مهتمين بالشراء، يمكنهم النظر إلى اللوحات الفنية عبر الكتالوج المتوفر في البرنامج الرقمي لهذا العام.
كما تم إصدار برنامج يسمى تغذية الكواكب أو planetary feed، مع الناس في عالم الفن، حيث يتم الاتصال بالمعارض والفنانين لمشاركة المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، ومعرفة كيفية تعاملهم مع الفن ضمن أزمة الكورونا. وعزت قسيسية ذلك إلى أنّ “الكثير من الفن يتحرك الآن رقمياً، بسبب انشغال الناس وعدم تمكنهم من السفر والتنقل بسهولة. فيجد الفنانون طريقة مبتكرة للتعامل مع ذلك، وهو ما يساعدنا أيضاً في إطلاق برنامجنا عبر الإنترنت”.
تعد هذه التجربة الرقمية تحدياً مثيراً للاهتمام بالنسبة لآرت دبي، لآن أغلبية الأشخاص المهتمة بالفن ترغب في رؤيته ولمسه وتجربته قبل شرائه. لذلك، ساهم فيروس كورونا بانتقال آرت دبي إلى الصورة غير النمطية، كحالة اختبار يمكن أن تكون مفيدة في الأحداث المستقبلية، عندما يتم نقل برامج المعارض الفنية إلى الانترنت.
وفي الحديث عن أسعار اللوحات الفنية في المعرض، أفادت مديرة علاقات المعرض، جنا ضياء، بأنّ “صالات العرض القادمة هي التي تتحكم بالأسعار وتضعها، فمنهم من يقلل الأسعار والبعض قد لا يفعل ذلك، فنحن لا نملك السيطرة عما ستفعله المعارض لأعمالهم الفنية”. وأضافت: “كون معظم علاقاتي تكون مع المعارض القادمة، فأنا مدركة أنّ الأسعار ستبقى كما هي؛ لأنّ الفن عبارة عن مجموعة من الأحاسيس. فمحبو الفن سيدركون إذا كانت القطعة الفنية جميلة أم لا، دون النظر إليها”.
أما بالنسبة لكيفية معرفة إذا كان المعرض ناجحاً هذا العام أم لا، أكدت ضياء أنّهم سيقومون بمراقبة عدد الزوار القادمين إلى موقعهم الرسمي، من خلال استخدام البيانات والتحليلات التي ستتتبع عدد الأشخاص الذين دخلوا إلى الموقع الإلكتروني. كما أوضحت أنّ الدخول مجاني بدون اشتراك، بحيث يمكن لأي شخص الوصول إلى البرنامج وجميع محتوياته الرقمية غير الربحية.
يذكر أنّ دبي آرت، معرض يقام كل سنة في شهر آذار (مارس) تحت رعاية نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ويعتبر المعرض الفني الدولي الرائد في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا. كما تمثل هيئة دبي للثقافة والفنون الشريك الرئيسي الداعم لمشاريع المعرض. ويشكل آرت دبي محطة بارزة ضمن جدول فعاليات دبي، حيث يقوم بتسليط الضوء على الفنون المعاصرة والحديثة من مناطق جغرافية مختلفة.
تحرير: ليندا أبو بكر