آثار الحرب السورية تقلق الطلاب السوريين في الإمارات من الاستقرار فيها

مع استقرار الأوضاع الأمنية في أغلبية المحافظات السورية، بدأ العديد من اللاجئين السوريين رحلة العودة إلى بلادهم بعد أكثر من ثمانية أعوام على بدء الحرب. ولكن، يبقى قرار الاستقرار فيها بالنسبة لبعض السوريين في الجامعة الأمريكية في دبي خارج حساباتهم الحالية.

مؤنس المصري

يقول مؤنس المصري، طالب إعلام سوري في العشرين من عمره انتقل إلى دبي خلال الأحداث السورية “أريد العودة إلى سوريا لزيارتها، ولكن لا أنوي العيش هناك، لأنه حتى وإن انتهت الحرب فيها، فإن نهوض سوريا من جديد قد يأخذ وقتاً طويلاً”. ويرى المصري أن جوازه السوري قد يشكل له الكثير من المتاعب خلال الأعوام المقبلة، مما اضطره وأسرته إلى الحصول على الجواز التركي.

وصرحت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لصحيفة كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأمريكية في دبي عودة نحو 135,000 لاجئ خلال العامين السابقين. وعلى الرغم من أن المفوضية تتوقع عودة نحو 250,000 لاجئ في 2019، إلا أن هذه الإحصاءات قد تكون غير كافية لجعل الطلاب السوريينيرغبون بالاستقرارفيها بعد أن عاشوا الحرب في سوريا، ووجدوا الملاذ في الإمارات.

وبالنسبة للأخوين السوريين نادين وجود قصاب، فإن مواكبة سنة واحدة من الحرب في محافظة حلب قبل الانتقال إلى دبي أدت إلى اختلاف آرائهما حول العودة إلى سوريا، إذ تقول نادين، طالبة إعلام سورية في الثانية والعشرين من عمرها “لا أطمح للعودة إلى سوريا، لأني لن أجد عمل، ولن أضمن مستقبلي، فسوريا تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى تصبح مؤهلة للعيش فيها مرة أخرى”. وعلى النقيض، يرى أخوها جود، طالب هندسة في العشرين من عمره، أنه يريد العودة إلى بلدته في محافظة حلب السورية من أجل “المساهمة في إعادة إعمار المصانع المدمرة، والتي كانت في فترة من الفترات من أولى المدن الصناعية إنتاجاً”.

نادين قصاب

وتحتضن الإمارات 250,000 سوري، ومنهم 15,000 لاجئ اعتزمت الدولة استقبالهم منذ بدء الحرب في سوريا، وفقاً لما ذكرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. تقول روزعرواني، طالبة تصميم داخلي في الجامعة من محافظة حماة السورية “انتقالي إلى دبي في 2012 غير طريقة نظري إلى العالم، فقد تعرفت على ثقافات مختلفة لم أكن سأعرفها إذا بقيت في سوريا”. وعلى الرغم من أن عرواني لم تزر سوريا منذ سبعة أعوام، إلا أن معايشتها للحرب عاماً واحداً فقط كان كفيلاً بالتأثير على نفسيتها حتى هذا اليوم، مما يشكل حاجزاً بينها وبين التفكير في العيش في سوريا مرة أخرى. وأضافت عرواني “حتى لو عدت إلى سوريا، فإني سأجد صعوبة في التأقلم مع الحياة الاجتماعية، خاصة أن طريقة تفكيري صارت تختلف كثيراً عن السوريين داخل البلد”.

وعلى صعيد آخر، فإن عدداً من اللاجئين السوريين، وخاصة الذين لم تتأثر مناطقهم بالحرب، اختلفت ردات فعلهم اتجاه احتمالية العودة إلى سوريا، إذ ذكرت طالبة إدارة الأعمال السورية سيدرة خولي البالغة من العمر 18 عاماً “انتقلت إلى دبي في 2012، ومنذ ذاك الوقت وأنا أزور سوريا في كل إجازة صيف”. وأضافت “لا أشعر بالخوف حين أزورها، إذ أن منطقتي في الشام آمنة ولا زالت عائلتي تسكن فيها”.

روز عرواني
Please follow and like us:

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
EMAIL
Facebook
INSTAGRAM